في احد الأيام وبينما كنت خارجاً من بقالة الحي الذي اسكنه ...
صادفت احد الشباب وهو من الشباب المشاركين في فرة الثلاثاء الشهيره بشارع الفهد بابها ... ابتسمت له ابتسامة عريضه لكي اكسبه واتحدث معه ... استغرب مني اقتربت منه وصافحته ... وقلت له ترى ابتسامتي لك ابتسامة اعجاب وليست تعجب ... تعجب وبادرني بالقول غريبه اول مره اشوف شايب يعجب فيني قلت كيف ... قال الشيبان اذا قابلت احد منهم ينظر لي باستغراب فمنهم من ... يلوي فمه ... ومنهم من يقول ... الله لايعقل على امك ومنهم من يقول ... صاعتكم بقعاء ... قلت له لا يا أبني انا معجب فيك واريد التحدث معك قليلاً ... قال تفضل ... بصراحه كان شاباً وسيما وذو اخلاق عاليه ( لكن للأسف متخبل في عمره ) قلت له انا شايب واريد ان اعرف عن الشباب منك اكثر ... اشرح لي عن فرة الثلاثاء قال ... لدى الشباب فراغ كبير وانا احدهم وهذا فيه تنفيس يفرون للأستعراض قلت كيف هذا الفراغ وانت تركب سياره جديده وفاخره ... نكدح عشرات السنين ماجبنا مثلها ... قال امي مدرسه ... قلت الله يخليها لك .. ثم قلت له باين ظروفك الماديه جيده من هيئتك ... لبسك ... جوالاتك ... ( ولا اخفيكم انه كان يحمل من الجوالات والخواتم والاكسسوارات الي يحمل هاي لوكس ) قال لي الله يخلي لنا حافز ونظرت الى الكيس الذي يحمله وجدته مملؤاً بأجود انواع البسكويت والعصائر ... ونظرت للأرض وقلت في نفسي ( الله يرحمك ياأمي رحمة الأبرار كانت تسوقني مع الغنم بالعصا وتعطيني خبزه ناشفه لو رجمت بها كافر اسلم ) قلت ياأبني لماذا لاتبحث لك عن عمل يقتل الفراغ الذي تقول قال ... ماحد اعطانا فرصه قلت له ياأبني الفرص لاتعطا بل نحن الذي نبحث عنها وننتزعها ... قلت له كيف اهلك يعارضون شكلك ولبسك هذا ... قال مايشوفوني كذا قلت اجل انت ساكن لوحدك قال لا مع اهلي ولكنني ادخل وهم نائمون ويخرجون وانا نائم ... قلت له طيب هل انت مقتنع من شكلك ولبسك قال ... انا اشوف اني ماسويت شيء غلط قلت ... طيب القصات والتقليعات هذي من فين جبتوها ... قال الحلاقين الأتراك موجودين ولديهم كل جديد ثم قال لي ... لا عاد انت يابوي ماتعرف ( الدرباويه ) قلت لا خلني في الابهاويه ... قال لا الدرباوي ليس من ( الدرب ) لكن هذه ظاهره جديده قلت كيف اشرح لي ... قال هولاء شباب يطغى عليهم الهياط ويركبون سيارات وانيت ويكتبون عليها عبارات ويشربون حمضيات حار قلت ايه ... قال وهذا الاسم اختصار لمسماهم ( درب الخطر ) ويمتازون بالتفحيط ويسمونه التفجير ... قلت ياساتر ... قال ... يفحطون حتى تحترق الكفرات او تنفجر ... قلت الله لايعينهم ... وهم اصلا فرع مجموعه تسمى ( هبيز الخليج ) ومنهم ... الأيمو ... والبويات ... وعبدة الشيطان ... وهدفهم الاساسي ( الشذوذ الجنسي ) وضعت يدي على رأسي وقلت ياكافي ... واقترح عليك ان لاتتطور الامور لديك وتسلك طريقهم ... اختتمت الحديث معه بنصيحه ياأبني بارك الله فيك حاول ان تغير من نفسك ... قال جزاك الله خير لكن انا اشوف نفسي ماسويت شيء غلط ... ودعته وسألت الله ان يصلح حاله وحال شباب المسلمين ....
اأحبتي الكرام ...
شبابنا ... في خطر كبير ... ويجب ان ننزل الى مستوى الشباب ... ونزيل الحاجز الذي بيننا وبينهم ... ونعمل جاهدين لملء الفراغ الروحي لديهم والمعنوي ... منذ عشرات السنين ونحن نتكلم عن الفراغ ولم نستطيع معالجته ... اصبحت نظرتنا لقضايا الشباب نمطيه ومكرره ... يجب ان نغرس القيم والمبادئ في نفوسهم منذ الصغر ولا نلقيها على مسامعهم عند ما يكبروا ... لم يعد الالقاء يجدي نفعاً... نحن جزء من المشكله ... المجتمع ... الاعلام ... التعليم ... يجب ان تشارك مع الشباب في ادارة اوقاتهم ... لماذا ... لأن الشباب اصبحوا لايتخلون عن شيء يريدونه لأنه ممنوع بل يتجهون لأبتكار مايمكنهم من ممارسة هواياتهم ... لم يعد يجدي فيهم المنع والتهديد ... لم تفلح كل الحملات التي تحذرهم من التفحيط والعقاب الذي يلقونه اصبح في السجون منهم محاكمون بالقصاص ومنهم محكومين لعدة سنوات وتعرفون مايطل علنا يوميا في اليوتيوب وغيره من كوارث وضحايا نتيجة هذا السلوك الخاطيء ...
واخيراً ... اسأل الله ان يهدي شبابنا وشباب المسلمين جميعاً .... ودعتكم الله ....
منقول